https://blud.co.id/
https://feb.unwiku.ac.id/js/
https://poltes.ac.id/.well-known/public/
https://bbpkciloto.or.id/sertifikasi/eco_fonts/
ترتفع الان نداءات جادة للإهتمام بنشر اللغة العربية – Media Pendidikan
Wednesday, 18 September 2024
above article banner area

ترتفع الان نداءات جادة للإهتمام بنشر اللغة العربية

المقدمة

ترتفع الان نداءات جادة للإهتمام بنشر اللغة العربية -لغة القرأن الكرم- فى بلاد العالم غير الناطق بها، ولقد لاقت هذه النداءات صدى في كثير من البلدان الوروبية   و الأمريكية و بلاد العالم الاسلامي غير الناطق بالعربية حيث بذلت محاولات هنا   و هناك لتعلمها تعليمها و فتحت فصول ووضعت البرامج  و المواد التعلمية. بل لإعداد معلم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى. إلا أن ما يبذل من جهد -في ظني-  يحتاج لأن يعيد النظر في امرين مهمين هما يعني: المناهج و المواد التعلمية و طرق التدريس.[1]

ولا يقع بناء المناهج و المواد التعلمية و طرق التدريس اللغة العربية لغيرالناطقين بها الا بالمداخل التعلمية اللغة العربية. وبمراجعة أدبيات تعليم اللغة العربية يتبيّن أن حظ تعليمها من هذه المداخل قليلٌ جداً مقارنة بتعليم اللغات الأجنبية؛ فتعليم اللغة العربية ما زال يستند إلى مداخل تقليدية عفى عليها الزمن، لم يعد لها ذكر سوى في أدبيات تعليم اللغة العربية، حيث مازالت مناهج تعليمها في مراحل التعليم – في غير بلد عربي –  تصمم وفق المدخل الموضوعي “التفريعي” مدخل تفتيت الخبرة اللغوية، التي يفترض أن تقدّم للمتعلّم متكاملة تكامل اللغة نفسها.

و تحقيق المسألة في هذا المقالة يعني: 

ما هو المدخل؟

كم نوع المدخل؟

ما هو المدخل التكاملي؟

البحث

أ‌.        تعريف المدخال

تعرّفُ بعض أدبيات تعليم اللغة العربية المُدْخل Approach لغوياً على أنه مكان الدخول وزمانه، فهو اسم زمان واسم مكان معاً، أي يناط به تحديد نفطة البداية المكانية، وزمان البداية في أي نشاط، وفي مجال التربية يعني المُدْخل الترجمة التربوية لنظرية المعرفة في صورة برامج تعليمية تتحقق فيها فلسفة المعرفة نفسها، وأسس التربية ونظريات علم النفس؛ من أجل تحقيق الأهداف المبتغاة سواء أكانت أهدافا للمجتمع أم للفرد، وتتحقق في المدخل أسس المناهج، وتستوفى عناصرها المعروفة: أهدافاً ومحتوىً وطرائق تدريس ومناشط تعليمية وأساليب تقويم.

 ويرى بعض المختصين بتعليم اللغة أن المُدْخل هو عبارة عن مجموعة افتراضات ( لغوية ونفس لغوية ولغوية اجتماعية ) تربطها مع بعضها علاقات متبادلة، تتصل اتصالاً وثيقاً بطبيعة اللغة، وطبيعة عمليتي تعليمها وتعلّمها، إنه عملية اختيار منظمة تتمخّض عنها المبادئ الرئيسة لخطة تعليم اللغة، وتستند إلى نتائج العلوم المتداخلة: علم اللغة، وعلم النفس اللغوي، وعلم اللغة الاجتماعي.[2]   كما قال انطان:

Edward Anthony in 1963. He termed approach. An approach is a set of correlative assumptions dealing with the nature of language teaching and learning. An approach is axiomatic. 1t describes the nature of the subject matter to be taught. .. .

According to Anthony’s model, approach is the level at which assumptions and beliefs about language and language learning are specified;[3] 

إن عملية وضع مُدْخل لتعليم اللغة عملية تُنسجُ خيوطها الفكرية على مستوى التخطيط اللغوي قبل تصميم مناهج تعليم اللغة وبنائها، عملية ترتبط بكيفية اختيار المادة اللغوية التعليمية، وكيفية تدريج المادة اللغوية التعليمية التي تمّ اختيارها، وكيفية تقديم المادة التعليمية اللغوية التي أُختيرت ودُرِّجت، ثم بعد هذا وذاك كيفية تقويم ما اختير وما دُرِّج وما قدِّم.

ومن المؤكّد أن تبني مُدْخلاً بعينه لتعليم اللغة وتعلّمها عملية فكرية قائمة على التخطيط المحكم والأفعال العقلانية بعيدة كل البعد عن العشوائية والارتجال، تنعكس نتائجها على تخطيط مناهج تعليم اللغة وبنائها، وتنفيذها، وتقويمها وتطويرها. فالمدخل التعليمي اللغوي الذي يتبنى فكرة الكم اللغوي واعتبار اللغة كماً من المواد الدراسية ( فروعاً )؛ سيرتكز في اختيار المادة التعليمية اللغوية وتنظيمها وعرضها على تفتيت اللغة في مواد مستقلة مجزأة، لكل مادة منهجها، وكتبها، وحصصها، ومناشطها اللغوية المستقلة، وكذلك تقويمها بمعزل عن تقويم غيرها من المواد اللغوية الأخرى، بل وربما كان لكل مادة منها معلّمٌ مختصٌ بتعليمها !!  أما المدخل التعليمي اللغوي الذي يتبنى فكرة التكامل أسلوباً في اختيار المادة التعليمية اللغوية وتنظيمها وتقديمها وتقويمها؛ فإنه سوف ينطلق من فكرة ترابط مهارات اللغة وتكاملها ووظيفيتها متجاوزاً التفريع إلى التكامل والوحدة .

إن الأفكار التي ينطوي عليها المدخل التعليمي اللغوي تأخذ طريقها إلى معلمي اللغة لتنفيذها من خلال وثيقة المنهج، فيتأثرون بها؛ فالمعلّم الذي يعتقد بأن تعليم اللغة تعليم موادٍ لغوية منفصلة سوف يعنى بالمعرفة اللغوية على حساب مهارات اللغة ووظيفتها وتعليم ثقافة اللغة ، وبالتالي سيوجِّهُ أساليب التدريس وإجراءاته ومناشطه لتحقيق ذلك، وتوجيه جهود المتعلمين نحو المعرفة والحفظ وتخزين المعلومات، في حين أن المعلّم الذي يدرك تمام الإدراك بأن اللغة وحدة واحدة وكل متكامل، فإنه سوف يُعنى بإعداد دروس لغوية يساعد من خلالها المتعلمين على تعلّم اللغة وتعلّم ثقافتها واكتساب مهاراتها، وسوف يوجه مناشط التعليم لخدمة هذه الفكرة.

وجدير بالذكر أن وضع مدخل لتعليم اللغة عملية منظمة تتمخّض عنها المبادئ والأسس الرئيسة لخطة تعليم اللغة، ففي المُدْخل تحدد المواقف اللغوية الاجتماعية وما يدخل فيها من أمور يجب مراعاتها في تعليم اللغة، مثل الثقافة والتقاليد الاجتماعية التي تنعكس في اللغة. كما أن خصائص اللغة تفرض نفسها على تعليم اللغة من خلال المبادئ التي يتضمنها المُدْخل عادة، فاللغة العربية –على سبيل المثال– لغة اشتقاق، ولهذا ينص المُدْخل على تعليم الاشتقاق؛ لما له من أثر في التنمية اللغوية لدى المتعلمين. أما نظريات علم النفس اللغوي فتتمخض عنها استراتيجيات التعلّم ونماذج الأداء، حيث إنها تلقي الضوء على كيفية اكتساب اللغة، وأساليب التعلّم اللغوي، وأبرز الطرق التي من خلالها يمكن للمتعلّم أن يتعلّم، كالنشاط، والمحادثة، والحوار، والتدريب. 

ومن ثم سنلخص الأقوال السابقة عن تعريف ومفهوم المدخل. أن المدخل غالبه ينبثق من نظرية أو يستند إليها، ولايختلف عنها فى كثير من الحالات وهو أقرب إلى الفلسفة أو النظرة العامة. فهو أشبه بالمبدأ الذى ينطلق منه الباحث أو واضع المنهج أو المعلم، ويحدد افتراضته ومعتقداته حول طبيعة اللغة واكتسابها وتعلمها وتعليمها.[4]

 

 

ب‌.  نوع المدخال

  1. المدخل التكاملي
  2. المدخل المهاري
    1. المدخل الاتصالي
    2.  المدخل الوظيفي(The Notional Approach
    3. المدخل الإنساني (Humanistic Approach
    4. المدخل التقني (Media-Based Approach
    5. المدخل التحليلي وغير التحليلي (Analytic Syllabus & Non-Analytic Approach
    6. المدخل السمعى الشفهي(Aural-Oral Approach
    7. المدخل التركيبي ( Synthetic Syllabus Approach
    8. المدخل المنوع (Multiple Approach)

ت‌.      المدخل التكاملي

مفهوم التكامل 

التكامل هو تحقيق الكلية والكمال والوحدة، عملية تحدث في المتعلّم، تعني أن ما يتعلّمه يصبح جزءاً من شخصيته، يمتزج بما لديه من فهم وقدرات واتجاهات، ليكون ما تعلّمه مفيداً وذا معنى عنده، يُترجمُ في سلوكه مباشرة، ويتفاعل مع خبرات أخرى سابقة لديه.

وفي مجال تعليم اللغة فإن التكامل أسلوب لتنظيم عناصر الخبرة اللغوية المقدّمة للمتعلّمين، وتعليمها بما يحقق ترابطها وتوحدها بصورة تمكنهم من إدراك العلاقات بينها، وتوظيفها في أدائهم اللغوي، وذلك من خلال محتوى لغوي متكامل البناء، ترتبط فيه توجيهات الممارسة والتدريبات اللغوية، والقواعد اللغوية بمهارات  اللغة، ونوع الأداء المطلوب؛ من خلال نص لغوي متكامل، يعالج بطريقة تعتمد إجراءاتها على التكامل والتدريب والممارسة اللغوية، وتقويم أداء المتعلّم بصورة تكاملية؛ وذلك بما يحقق التكامل بين جوانب الخبرة اللغوية: معرفياً ووجدانياً ومهاريا.

إن التكامل في تعليم اللغة يعني – باختصار شديد – تنظيم المادة التعليمية اللغوية، وتدريجها، وتقديمها متكاملة في هيئة مهارات لغوية وظيفية متجاوزاً تقسيمها فروعاً متفرقة ومعلومات مجزأة، وخبرات لغوية مفتتة . وهو بتعبير آخر النظر إلى اللغة، عند بناء مناهج تعليمها، وإعداد كتبها، وتحديث طرق تدريسها، على أنها وحدة مترابطة متماسكة، وليست فروعاً معرفية مختلفة.

ويستند التكامل في بناء المحتوى التعليمي اللغوي على أحدث معطيات علم النفس التربوي؛ فالتعلّم في نظره قائم في أساسه على نشاط المتعلّم نفسه ودافعيته للتعلّم ، فهو لا يتعلّم إلاّ ما يمثل حاجة لدي، ويشعر بفائدته وجدواه، فضلاً عن أن أسلوب التكامل يعترف بالفروق الفردية بين المتعلمين فيقدّم لهم مناشط تعليمية منوّعة، وأوجه تعلّم مختلفة، تمكنهم من التعلّم الهادف في حدود إمكاناتهم وخبراتهم واستعداداتهم، ولذا فإنه يهتم كثيراً بتكاملية أشكال المعرفة والخبرات والمهارات وتحقيق الحاجات التعليمية، وتكاملية المناشط والوسائل التعليمية، كما يعمد لتحقيق أهدافه إلى تفعيل طرق تدريس تكاملية تفاعلية قائمة على التفاعل المستمر بين المعلّم والمتعلّم، واعتبار المتعلّم ركناً رئيسا في العملية التعليمية، يحتاج إلى تكاملية مستمرة في عمليات تقويم أدائه، وتقويم ما له علاقة بتعلّمه.

الأسس النظرية للمدخل التكاملي في تعليم اللغة :

يستمد المدخل التكاملي في تعليم اللغة أسسه من كون الإنسان يُنتجُ لغةً متكاملة، وهو يمثلُ اتجاهاً حديثاً في تعليم اللغة العربية وتعلّمها، لأنه يساير طبيعة اللغة، ويقضي على تفتيت اللغة وتجزئتها إلى فروع، ويستند إلى أسس لغوية، ونفسية لغوية، ولغوية اجتماعية تؤكّد على أن اللغة مهارات أربع : الاستماع، والتحدُّث، والقراءة، والكتابة، وأن هذه المهارات هي محور ومرتكز تعليم اللغة، دون فصلها عن بعضها بعضا، بل تتم معالجة الدرس اللغوي على أساس أنها وحدة واحدة، تسعى لتحقيق غاية واحدة، هي التواصل اللغوي السليم في المحيط الاجتماعي.   

إن المُدْخل التكاملي في تعليم اللغة يحمل بين طيّاته اتجاهاً عقلانياً لتعليم اللغة، فهو يستند إلى أسس من أبرزها ما أشار إليه : ( يونس، والناقة، 1977م : 35؛ السويسي، وعبيد، 1996م : 60 ؛ مراد، 2000م : 23 – 24؛ المومني، 2001م : 274 – 277 ) .

  • § إنّ فروع اللغة ما هي إلاّ اللغة نفسها، وحين يعلّم الفرع اللغوي متصلاً باللغة ككل تتضح وظائفه بشكل متكامل، فالقاعدة النحوية، أو الصرفية، حين تُدرّس في موقف مستقل، لا تحقق وظيفتها في النمو اللغوي، في حين أنها لو دُرّست في موقف لغوي متكامل يستدعي دراستها؛ لأدت إلى سرعة التعلّم، ولأدرك المتعلّم نفسه وظيفتها في السياق اللغوي .
  • § إنّ في الارتكاز عند تعليم اللغة على المدخل التكاملي تجديداً لنشاط المتعلّم، وبعثاً لشوقه، ودفعاً للسآمة والملل عنه؛ لتنويع العمل، وتلوينه، وعدم اقتصاره على فرع واحد من فروع اللغة، وشعور المتعلّم بأهمية الخبرة اللغوية المتكاملة التي يكتسبها في سياق طبيعي .
  • § إنّ في تعليم اللغة وفق المدخل التكاملي ضماناً لمعالجات لغوية متكررة؛ بتكرار الرجوع إلى المهارة اللغوية، ودراستها من مختلف جوانبها، وفي التكرار تثبيت للمهارة نفسها، وتعميق للمعالجة اللغوية .
  • § إنّ في تعليم اللغة وفق هذا المدخل ضماناً للربط الوثيق بين ألوان الدراسات اللغوية، مما ينعكس أثره على أداء المتعلّم، وثقافته، وتشكيل وعيه، فضلاً عن أن المتعلّم يتعايش مع النص وقتاً أطول مما يمكّن من الاتصال بمعانيه، والاندماج به، ومن ثمّ ذوبانه فيه، واستدخاله القيم والسلوكيات والاتجاهات الفكرية التي تشع فيه.
  • § إنّ في تعليم اللغة وفق هذا المدخل ضماناً للنمو اللغوي عند المتعلّم نموّاً متعادلاً، لا تطغى فيه مهارة على أخرى؛ لأن مهارات اللغة جميعها تعالج في ظروف واحدة، لا يتفاوت فيها حماس المعلّم في الموقف التعليمي.
  • § إنّ في تعليم اللغة وفق المدخل التكاملي مسايرة للاستعمال اللغوي؛ لأن المتعلّم حينما يستخدم اللغة في التعبير الشفهي أو الكتابي إنما يستخدمها وحدة مترابطة، بمعنى أنه لا يستشير المعجم ليمدّه بالمفردات الملائمة لمقتضى الحال، ولا يحتكم إلى قاعدة نحوية ليفهم كيف يؤلف جملة، ويضبط كلمة، وإنما يتم ذلك كله بصورة سريعة متكاملة مترابطة. 
  • § إن تعليم اللغة يكون أسهل على المتعلّم وأيسر عندما تكون اللغة وظيفية تكاملية، وعندما لا تكون مجزأة، فأصغر وحدة وظيفية ذات معنى هي نصٌّ متكامل ضمن سياق لغوي اجتماعي يتلاءم مع خبرات المتعلّم.
  • § إذا كان تعلّم اللغة يتم بطريقة أفضل عندما يتعرّض لها المتعلّم بشكلها الكلي، وفي سياق طبيعي؛ فإن التكامل ( Integration ) هو أساس ومفتاح تعلّم اللغة.
  • § إنّ تعليم اللغة العربية في عصر العولمة والتفجّر المعرفي يستوجب تعليمها لتحقيق وظائفها الفكرية والاجتماعية، على اعتبار العلاقة الوثيقة بين اللغة والتفكير، وبين اللغة والمجتمع، ومن هنا يكون تعليم اللغة تعليم للتفكير، ومجال خصب لتدريب التلاميذ على مهارات الاستنتاج والتحليل والمقارنة والتمييز، وإصدار الأحكام.
  • § إنّ تعليم اللغة يكون أكثر فاعلية إذا قام على أساس تناول مهارات اللغة على أنها وحدة متكاملة، تؤدي دوراً وظيفياً في الحياة الفكرية والاجتماعية بدلاً من التركيز على الجانب النظري والمعرفي في معالجة اللغة.

ولكي تتحق الغايات النبيلة من تعليم اللغة العربية في مراحل التعليم العام؛ فإن الآمال معقودة على المخططين اللغويين، والقائمين على شؤون تعليمها في البلاد العربية والإسلامية، تأصيل تعليمها، وتوظيف معطيات علم اللغة، وعلم النفس اللغوي، وعلم اللغة الاجتماعي عند بناء مناهج تعليم اللغة وتنفيذها وتقويمها وتطويرها.

إن تعليم اللغة العربية بحاجة ملحة إلى نظرية تعليمية لغوية، مستمدة من فهم عميق لطبيعة اللغة نفسها، وطبيعة تعلّمها وتعليمها، ووظيفتها في المجتمع، ودورها في التنمية الشاملة للمتعلمين: معرفياً، ووجدانياً، ومهارياً، ونفسياً، وفكرياً، واجتماعياً؛ بحيث تظهر نتائج تعليمها واضحة على الأداء اللغوي للمتعلمين، الذي يبدو أنه يعاني من تصدعات مخيفة في البناء اللغوي؛ تبرز جليّاً في تفكك التراكيب، واضطرابها، وانحرافها صرفياً ونحويا.    

التطبيقات التربوية للمدخل التكاملي في تعليم اللغة العربية :

يقتضي الأخذ بأفكار المُدْخل التكاملي منطلقاً في تعليم اللغة العربية مراعاة ما يلي: 

  • § التحوّل من فكرة تعليم اللغة العربية على أنها فروع لغوية مستقلة لا طائل من ورائها سوى تفتيت الخبرة اللغوية، إلى فكرة تكامل تعليم اللغة وتعليمها متكاملة وفقاً لطبيعتها المتكاملة، ووفقاً لطبيعة تعلّمها وتعليمها.
  • § اتخاذ النص القرآني محوراً رئيساً في تعليم اللغة؛ لأثره في زيادة الثروة اللغوية، دون إغفال لنصوص من الحديث النبوي الشريف ، ومن تراث العرب قديمه وحديثه، منظومه ومنثوره.
  • § اتخاذ النص اللغوي منطلقاً لتعليم اللغة في ضوء مهاراتها، مما يحفظ للغة وحدتها وتكاملها، والسير في ذلك على هدي المسلمين الأوائل في اختيار النص اللغوي الذي يكسب المتعلمين ثروة لغوية، مع تنمية ذوق وتهذيب سلوك.
  • § تدريب التلاميذ من خلال دراسة النص على مهارات لغوية متكاملة، تشمل الجوانب المعجمية، والنحوية، والبلاغية، والنقدية، والتعبيرية، علاوة على المهارات القرائية، ومهارات الكتابة، ومهارات الاستماع والتحدّث، وتنميتها لديهم.
  • § تكثيف الجهود داخل حجرة الصف الدراسي حول تحفز المتعلّم ليعبّر عن أفكاره باللغة، فيناقش موضوعات قرائية تعايش معها عدة مرات، أويحلل نصوصاً أدبية تحمل فكر الأمة وثقافتها وخبراتها، أو يلخّص كتاباً، أو يكتب تقريراً عن عمل قام به، أو يعرض خبرة اكتسبها من النص.
  • § إعداد معلّم اللغة العربية إعداداً متكاملاً، قبل الخدمة وأثناءها؛ ليكون ذا قدرة أكاديمية تمكّنه من معالجة اللغة وحدة واحدة، ومؤهلاً تربوياً على مستوى النظرية والتطبيق الميداني، ومقتنعاً بجدوى التكامل اللغوي في تعليم اللغة تخطيطاً وتنفيذاً وتقويما.
  • § تدريب المشرف التربوي على تعليم اللغة العربية بشكل دوري؛ ليكون على اطلاع بآخر المستجدات التربوية في تعليم اللغات وأحدث الاتجاهات في تعلّم اللغة وتعليمها، ويتمكّن من نقل خبرته الجديدة إلى الميدان؛ لإثراء المعلمين، والرفع من أدائهم التدريسي.
  • § إلغاء فكرة الكتب التعليمية اللغوية المتعددة، والاقتصار على كتاب واحد لكل صف دراسي، تتنوّع فيه النصوص المقدّمة إلى المتعلمين؛ بحيث تشمل نصوص انطلاق، ونصوص دعمٍ وتعزيزٍ، ونصوصاً إثرائيةً، تُعالج من منظورات عديدة: استماعاً، وقراءة، وفهماً واستيعاباً، واستنتاجاً وتحليلاً، وتذوقاً ونقداً، وتطبيقاً نحويّاً وإملائياً، وتدريباً على التعبير الشفهي والكتابي، فضلاً عما يدفع المتعلّم إلى اكتساب مهارات التعلّم الذاتي، بتوجيهه إلى المعجمات والموسوعات ومصادر المعرفة الورقية والإلكترونية، والاعتماد على نفسه في إثراء معارفه، وتنمية مهاراته البحثية، وتعليمه كيف يعلّم نفسه بنفسه .
  • § إلغاء فكرة الحصص المستقلة المخصصة لتعليم كل فرع من فروع اللغة، وتوظيف الحصص المستمرة المتصلة المخصصة لتعليم اللغة؛ لضمان معالجة النصوص معالجة متكاملة، لا تنتهي بانتهاء الزمن المخصص للدرس، بل تستمر المعالجة حتى يتمكّن المتعلّم من المهارات المستهدفة، وفي هذا إدخال المتعلّم معترك العمل التعليمي في الوقت المخصص لتعليم اللغة مشاركاً في التخطيط، والتنفيذ، والتقويم، وإثراء بيئة التعلّم بما من شأنه أن يرقى بالأداء اللغوي لديه، ويفعّل دور اللغة في حياته .
  • § اعتماد طرق التدريس النشطة في مختلف المناشط اللغوية ؛ لتوجيه المتعلّم نحو أن يتعلّم كيف يتعلّم، واعتباره محور العملية التعليمية، وتبني طرق تدريس قائمة على حل المشكلات، والتعلّم التعاوني، والتعلّم البنائي، والتعلّم النشط، وتعليم التفكير وإكساب المتعلمين مهاراته، والعصف الذهني … كل ذلك لتحفيزه على تعلّم اللغة وتنميته فكرياً ووجدانيا ومهاريا. 
  • § إدخال مبدأ التعلّم الذاتي في ميدان تعليم اللغة العربية؛ لكونه أصبح من المسلمات في إطار التربية الحديثة عامة، وتعليم اللغات خاصة، وذلك استجابة طبيعية لطبيعة العصر الذي نعيشة، عصر التفجّر المعرفي والانتشار الثقافي، وما يقتضيانه من ضرورة ملاحقتهما ومواكبتهما من جهة، ونظراً إلى أهمية الجهد الذاتي وما يقتضيه من تنقيب عن المعرفة، وتدريب على استخدام مختلف مصادر التعلّم؛ لكسب المعلومات والمهارات الضرورية لاستمرار التعلّم.
  • § توفير مصادر المعرفة التقنية، وتدريب المتعلمين عليها؛ لما لها من إثارة لاهتمامهم، وجذباً لهم للإقبال على الدرس اللغوي، وتدريب المعلمين على كيفية توظيفها في تعليم اللغة العربية.
  • § الانطلاق من الواقع اللغوي للمتعلمين؛ بتحديد المهارات اللازمة لهم في كل مرحلة تعليمية، بل وفي كل صف دراسي، وجعلها محوراً للتدريب في مواقف تعليم اللغة العربية وفق المدخل التكاملي.
  • توجيه تعليم اللغة العربية في المراحل الثلاث نحو سدّ حاجات المتعلمين اللغوية؛ بتقديم المحتوى اللغوي الذي يلبي تلك الحاجات، ويأخذ في الاعتبار بالمتغيرات الثقافية، والحضارية، وما يتطلّع إليه المجتمع من مشاركة أبنائه –حاضراً ومستقبلاً– في حل مشكلاته، والارتقاء به إلى مصاف المجتمعات المتقدّمة.
  • § من المؤكّد أن المهارة اللغوية تتحقق بالاستخدام اللغوي الصحيح، والأداء اللغوي الجيّد إرسالاً واستقبالاً، ممارسة وتطبيقاً، وأن هذا الأداء يمكن ملاحظته وقياسه من خلال ممارسة المتعلّم اللغة: استماعاً، وتحدّثاً، وقراءةً، وكتابةً. ولذا فإن التركيز في تعليم اللغة العربية وفق المُدْخل التكاملي على الجانب المهاري، ودعمه، وتوجيه فعاليات التعليم نحوه؛ يقود إلى مخرجات تعليمية قادرة على توظيف مهارات اللغة بشكل صحيح، يحقق وظائفها في المجتمع.
  • § إنّ منهج تعليم اللغة يكون أكثر فاعلية إذا تناول مهارات اللغة على أنها وسائل لتحقيق غايات أرحب وأهم، وعلى رأس قائمتها يأتي الاتصال، ومن ثمّ فإن التركيز على هذه المهارات، والنظر إليها نظرة متوازنة في برنامج تعليم اللغة يساعد على تنمية لغة المتعلّمين نموّاً متوازنا.
  • § يمكن لتعليم اللغة العربية أن يحقق أهدافه بشكل جيّد إذا اتجه التخطيط اللغوي نحو الأخذ بالاتجاه التكاملي في تعليم اللغة، والتوجّه نحو تمهير تعليمها، والنظر إلى اللغة على أنها مهارات أكثر منها محتوى، فالتشابه بين التكامل والتمهير كبير جداً، لا يمكن تجاهله؛ حيث إن إحدى صور التكامل تتحقق في التكامل بين مهارات اللغة، على مستوى النظرية والتطبيق، الأمر الذي يعني أنه لايمكن أن يستقيم حال تعليم اللغة العربية بعيداً عن إدارته في ضوئهما.
  • § البرنامج التعليمي الذي يأخذ بالاتجاه التكاملي المهاري في تعليم اللغة يعمد إلى وضع المهارات اللغوية النوعية، لكل مهارة لغوية من مهاراتها الأربع الرئيسة، في مسلسلات هرمية متدرّجة؛ لينطلق منها نحو تحديد أهداف تعليم اللغة في كل مرحلة تعليمية، بل وفي كل صف دراسي، وتضمينها المحتوى التعليمي اللغوي المقدّم للتلاميذ، وتصميم التدريبات والمناشط اللغوية في ضوئها؛ لأن تحديد المهارات اللغوية النوعية يساعد على وضوح الرؤية عند تأليف كتب تعليم اللغة، كما يبصِّر المعلمين بالمهارات المستهدفة بالتدريب في كل مرحلة تعليمية، وفي كل صف من صفوفها.
  • § تحديد المهارات المستهدفة تحديداً دقيقاً واضحاً؛ للكشف عن الأهداف التعليمية التي تحققت، وتلك التي لم تتحقق، مما يساعد على توجيه تعليم اللغة نحو سدِّ الثغرات التي يكشف عنها تقويم البرنامج، ليعاد النظر فيه بتطويره، وتلافي جوانب القصور فيه، ودعم جوانب القوة.[5]

ثم دراسات عديدة عربية و اجنبية حديثة عنيت بالمدخل التكامل، و كان للمنهج التجريبي الكلمة العليا في دراسات هذا المدخال، الذى تعددت التصميمات التجربية فيه، ووصلت إلى أرقاها في وضع تصورات مقتوحة لتدريس اللغة متكاملة، فضلا عن تحقيق التكامل بالفعل بين الفروع و الفنون اللغة. و اتسمت دراسات هذا المدخل كذالك بتناول متغيرات بحثية متنوعة بخلاف التكامل، كما أثبتت دراسات هذا المدخل فعالية في تنمية المهارات اللغوية، مما يستدل منه على وجود عدة دراسات جمعت بين المدخل التكامل و المدخل المهاري في تعليم اللغة.[6] 

المُدخل التكاملي لتعليم اللغة العربية

تشكِّل مقررات اللغة العربية جزءًا من المقررات الدراسية، وهذه المقررات جميعها تعتبر جزءًا من المنهج وليست المنهج نفسه، حيث يخلط بعض التربويين بين مفهومَي (مقرر) و(منهج). والواقع أن المنهج أشمل فهو (مجموعة الخبرات التربوية التي تهيئها المدرسة للتلاميذ سواء داخلها أو خارجها بغرض مساعدتهم على النمو الشامل المتكامل) أمّا المقررات الدراسية فهي التي تضم المحتوى الدراسي. ومقررات اللغة العربية كما هو معلوم تشمل (القراءة والكتابة والنحو والصرف… إلخ). هذا التقسيم هو ما يُعرف بالمُدخل)التفريعي) أي جعل كل مقرر مستقلاًّ في محتواه وحصصه، وهو تقسيم حادث ليس له أصل في تراثنا اللُّغوي، وعلة الإتيان به تكمن في التسهيل على المتلقي ليس إلاّ. ومع التسليم بحسن النوايا خلف هذا التقسيم إلاّ أنه يُعد تفتيتًا للخبرة اللغوية التي يكتسبها التلاميذ، لذا نجدهم لا يهتمون بمهارات فرع من فروع اللغة إلاّ في حصته المقررة، فهم على -سبيل المثال- لا يتحرَّون الضبط الصحيح والنطق السليم إلاّ في حصة القواعد وقس على بقية الفروع. ويذكر الدكتور (فاضل والي) من عيوب هذا المدخل «عدم التعادل في النمو اللغوي، فقد تشتد حماسة المعلم ويزيد إخلاصه في حصة النحو مثلاً، بينما نراه يفتر حماسه ويقل عطاؤه في حصة الأناشيد والمحفوظات، ويخبو نور إخلاصه في حصة القراءة، ويتراخى تمامًا في حصة التعبير». لذا قامت وزارة التربية والتعليم بتشكيل لجان لصياغة مقررات اللغة العربية وفق المُدخل (التكاملي( وذلك عن طريق جعل الموضوع أو النص محورًا تدور حوله الدراسات اللغوية كافة، فأثمر عمل اللجان عن مقررات جديدة للغة العربية تعتمد المدخل التكاملي بمسمى (لغتي الجميلة) للمرحلة الابتدائية و(لغتي الخالدة) للمرحلة المتوسطة، بدءًا بالسنة الدراسية الحالية 1431/1432هـ.ويعرِّف الدكتور (دخيل الله الدهماني) المدخل التكاملي في تعليم اللغة -في ورقته المقدمة للمؤتمر العالمي الأول للغة وآدابها- بأنه» تنظيم المادة التعليمية اللُّغوية، وتدريجها، وتقديمها متكاملة في هيئة مهارات لغوية وظيفية متجاوزًا تقسيمها فروعًا متفرقة ومعلومات مجزأة، وخبرات لغوية مفتَّتة. وهو بتعبير آخر النظر إلى اللغة، عند بناء مناهج تعليمها، وإعداد كتبها، وتحديث طرق تدريسها، على أنها وحدة مترابطة متماسكة، وليست فروعًا معرفية مختلفة». ويذكر الدهماني أيضًا عن (سعيد مراد) أن المدخل التكاملي سلكه في استنطاق النصوص، ومعالجتها في صورة متكاملة عددٌ من أرباب اللغة المتقدمين كالجاحظ في البيان والتبيين، والمبرد في الكامل، وأبو علي القالي في الأمالي وغيرهم، كما وأن علماء العربية في العصر العباسي كانوا يدرِّسون اللغة العربية أدبًا وبلاغة ونحوًا وأسلوبًا وقراءة وفهمًا وتحليلاً ونقدًا من خلال النصوص القرآنية والنصوص الأدبية شعرًا ونثرًا. ويأتي التساؤل عن كيفية الانتقال من المدخل التفريعي الذي أَلِفناه إلى المدخل التكاملي الحادث؟ هنا يورد الدهماني عددًا من التطبيقات التربوية ومنها: اتخاذ النص القرآني محورًا في تعليم اللغة دون إغفال للحديث النبوي والتراث العربي، واتخاذ النص اللغوي منطلقًا لتعليم اللغة في ضوء مهاراتها وتدريب التلاميذ من خلال دراسة النص على مهارات لغوية متكاملة وإعداد معلم اللغة العربية إعدادًا جيدًا قبل وأثناء الخدمة ليكون ذا قدرة على معالجة اللغة وحدة واحدة وتدريب المشرف التربوي على تعليم اللغة العربية بشكل دوري والانطلاق من الواقع اللغوي للمتعلمين، وغيرها من التطبيقات التربوية.[7]

 

 

 

 

 

 

 

الخلاصة

المُدْخل هو عبارة عن مجموعة افتراضات (لغوية ونفس لغوية ولغوية اجتماعية) تربطها مع بعضها علاقات متبادلة، تتصل اتصالاً وثيقاً بطبيعة اللغة، وطبيعة عمليتي تعليمها وتعلّمها، إنه عملية اختيار منظمة تتمخّض عنها المبادئ الرئيسة لخطة تعليم اللغة، وتستند إلى نتائج العلوم المتداخلة: علم اللغة، وعلم النفس اللغوي، وعلم اللغة الاجتماعي.

ويستند التكامل في بناء المحتوى التعليمي اللغوي على أحدث معطيات علم النفس التربوي؛ فالتعلّم في نظره قائم في أساسه على نشاط المتعلّم نفسه ودافعيته للتعلّم ، فهو لا يتعلّم إلاّ ما يمثل حاجة لدي، ويشعر بفائدته وجدواه، فضلاً عن أن أسلوب التكامل يعترف بالفروق الفردية بين المتعلمين فيقدّم لهم مناشط تعليمية منوّعة، وأوجه تعلّم مختلفة، تمكنهم من التعلّم الهادف في حدود إمكاناتهم وخبراتهم واستعداداتهم، ولذا فإنه يهتم كثيراً بتكاملية أشكال المعرفة والخبرات والمهارات وتحقيق الحاجات التعليمية، وتكاملية المناشط والوسائل التعليمية، كما يعمد لتحقيق أهدافه إلى تفعيل طرق تدريس تكاملية تفاعلية قائمة على التفاعل المستمر بين المعلّم والمتعلّم، واعتبار المتعلّم ركناً رئيسا في العملية التعليمية، يحتاج إلى تكاملية مستمرة في عمليات تقويم أدائه، وتقويم ما له علاقة بتعلّمه.

 

 

 

 

 

المراجع

د. أحمد عبدة عرض، مداخل تعليم اللغة العربية (مكة المكرمة، جامعة أم القرى  :۲۰۰۰م)

د.دخيل الله،المدخل تكاملى في التعليم اللغة العربية بمراحل التعليم العام، (جامعة أم القرى: ۲۰۰٧م)  

د. محمود كامل الناقة، تعلبم اللغة العربية للناطبق بلغات اخرى، (مكة المكرمة: ١٩٨٥م)

Jack C.Richards and Theodore S.Rodgers, Approaches and Method In Language Teaching, (Cambridge University Press: 1999). 15th printing, h.15

http://www.al-madina.com/node/265156/14-7-2015

 

 



[1]د. محمود كامل الناقة، تعلبم اللغة العربية للناطبق بلغات اخرى، (مكة المكرمة:١٩٨٥م )، ص.٧

[2] د.دخيل الله،المدخل تكاملى في التعليم اللغة العربية بمراحل التعليم العام، (جامعة أم القرى: ۲۰۰٧م)

[3] Jack C.Richards and Theodore S.Rodgers, Approaches and Method In Language Teaching, (Cambridge University Press: 1999). 15th printing, h.15

[4]د.دخيل الله،المدخل تكاملى في التعليم اللغة العربية بمراحل التعليم العام، (جامعة أم القرى: ۲۰۰٧م)  

[5] د.دخيل الله،المدخل تكاملى في التعليم اللغة العربية بمراحل التعليم العام، (جامعة أم القرى: ۲۰۰٧م)  

[6]  د. أحمد عبدة عرض، مداخل تعليم اللغة العربية (مكة المكرمة، جامعة أم القرى  :۲۰۰۰م) ص.٩١

[7] http://www.al-madina.com/node/265156/14-7-2015

Share
below article banner

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *