Media Pendidikan Media Pendididikan
منهج الحديث الشريف للناطقين بغير العربية (أسسه وإجراءاته)
د/ رحاب زناتي عبدالله نائب مدير مركز الشيخ زايد لتعليم
اللغة العربية للناطقين بغيرها بالأزهر الشريف
أستاذ مساعد بكلية العلوم الإسلامية للوافدين بالأزهر
الغاية الرئيسة من خلق الإنس والجن هي تلك التي حددها الله سبحانه وتعالى في قوله: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” (الذاريات: 56)، فإذا التزم الخلق بهذه الغاية تحققت لهم كل غاياتهم الثانوية، فشعروا بالراحة النفسية والسلام الداخلي والخارجي، ولتغلبوا على الكثير من آلامهم، واستطاعوا تحقيق الكثير من آمالهم، وكل ذلك لن يتم إلا بتعليم الدين تعليماً جيداً يمكِّن متعلميه من تطبيقه في الحياة اليومية والعامة.
وتعليم الدين الإسلامي يشمل تعليم مصدريه الأساسيين، وهما القرآن الكريم، والحديث الشريف، فكما أن القرآن الكريم كتاب الله الذي “لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه” (فصلت: 42) هو دستور المسلمين، فإن الحديث الشريف هو الشارح المفصل لهذا الدستور بقول المصطفى عليه الصلاة والسلام وفعله وإقراره، ومن هنا وجب تعليم الحديث الشريف للمسلم عربيًا كان أو غير ناطق بالعربية، وإن كان تعليم الحديث الشريف للناطقين بالعربية مهمًا فإنه للناطقين بغيرها من الأهمية بمكان، وذلك لأن الدافع الديني هو أقوى الدوافع لتعلم اللغة العربية عند المتعلم المسلم غير الناطق بها كما أكدت الدراسات.
وعلى الرغم من أهمية تعليم الحديث للناطقين بغير العربية وزيادة عدد الراغبين فيه إلا أن هناك ندرة في الدراسات التي تضع أسس هذه المناهج بطريقة علمية تراعي أحدث الاتجاهات في تعليم اللغات الأجنبية، ومن هنا فإن هذا البحث يستهدف وضع أسس لمناهج تعليم الحديث الشريف للناطقين بغير العربية تراعي مستواهم اللغوي، واحتياجاتهم التعليمية، وتراعي أهداف مناهج الحديث وتستهدف المهارات اللغوية كما تستهدف فهم الحديث الشريف والعمل به، ولتحقيق هذه الأهداف يجيب البحث عن الأسئلة التالية:
1. ما أوجه الاتفاق والاختلاف بين تدريس الحديث للناطقين بالعربية والناطقين بغيرها؟
- ما أسس بناء منهج الحديث الشريف للناطقين بغير العربية؟
- ما الاتجاهاتالتربويةالحديثةالمتعلقةبمناهجالناطقينبغيرالعربية؟
- ما النموذج المقترح لدرس الحديث للناطقين بغير العربية؟
